![]() |
كيفية الخروج من منطقة الراحة خطوة خطوة |
في غالب الأحيان نحب منطقة الراحة حيث نكون مرتاحين دون مشاكل، و دون عناء، و لكن هذا يسيء إلينا، كيف ذلك؟
تتميز الطبيعة البشرية بحب الاستقرار و الخوف من التغيير، و يفسر ذلك على أن الدماغ البشري مصمم لحمايتنا و هو يحب الحياة الروتينية العادية، علاوة على أنه يحب الأمور المتوقعة سلفا و المعروفة ليتمكن من السيطرة على الأحداث، و يحس أنه محمي من الأخطار.
عندما تبقى في منطقة الراحة، فإن جميع الأحداث تكون مألوفة و اعتيادية، و كنتيجة طبيعية أنت تحس بالارتياح و كأنك تشغل الطيار الآلي؛ كنتيجة لذلك، أنت لا تقوم بأي مخاطرة، أو محاولة جديدة للخروج عن المألوف، و بذلك ستوقف تطورك، و لن تستفيد على المدى البعيد. في هذه المقالة سنتحدث عن كيفية الخروج من منطقة الراحة مع شرح هذا المصطلح الكثير التداول في الإنترنت، و عند أخصائي التنمية الذاتية.
ما هي منطقة الراحة؟
تطلق منطقة الراحة على المنطقة الآمنة التي يعيش فيها الفرد، و هي تحتوي على الأنشطة التي يمارسها هذا الفرد بإتقان. و هي الأنشطة الاعتيادية و الروتينية التي يمارسها هذا الفرد.
مثال : إذا كنت تمشي يوميا كلمترين نحو مقر
العمل، و تتناول وجبة غذائك في نفس المطعم، فأنت في منطقة راحتك لأن أنشطتك
اليومية معتادة و دماغك دائمًا يتوقع الأنشطة التي ستقوم بها.
بالرغم من إيجابيات منطقة الراحة، فإن سلبياتها
تكمن في أنها تمنعك من التطور و المزيد من التعلم.
لماذا نخاف الخروج من منطقة الراحة؟
منذ صغرنا تلقينا تربية من الآباء و المدرسة، و
تلقينا الكثير من المعارف و المعلومات، لكن هذه التربية تتفادى التعرض للمخاطر.
و بذلك نحن متعودون على الخوف من خوض تجارِب جديدة و من المخاطرات المجهولة. علاوة على هذه الأشياء، فإن مجتمعاتنا تنظر إلى الفشل نظرة سلبية. و بالتالي فالخروج من منطقة الراحة يتطلب خوض تجارِب جديدة و تجنب الخوف من نظرة الآخرين بخصوص الفشل، و أحيانا الرضا عن النفس في حالة الإخفاق.
لماذا يجب عليك الخروج من منطقة الراحة؟
عند المكوت طويلًا في منطقة الراحة قد يصيب
الإنسان نوع من الإحباط، و قد يؤدي به الأمر إلى الاكتئاب.
هناك فترات من حياة الإنسان تتميز بإفراز كبير
لهرمونات التستوستيرون و خصوصا في العشرينيات من العمر، هذه المدّة يكون فيها
الشخص مليئًا بالحيوية و الطاقة التي يجب أن تستغل في الأشياء النافعة.
و من بين المنافع التي تدعوك إلى ترك منطقة
راحتك نذكر :
1- ستصبح شخصا قويا :
عند ترك منطقة راحتك ستشعر بالقلق و الخوف، و
هذا شيء طبيعي لأن دماغك يعمل دائمًا على حمايتك بتفادي المواقف الجديدة.
ستلاحظ بعد فترة أنك أصبحت أقوى و اكتسبت
مهارات جديدة، و تبين لك أن خوفك الأول كان مجرد وهم.
يجب التسلح دائمًا بالشجاعة و التفاؤل عند البَدْء
في التجارِب الجديدة، لكن دون التهور و المبالغة في عدم تقدير المخاطر.
2- تطوير مهارة الإبداع :
إن خروجك من منطقة راحتك سيزيد من قدرتك على الإبداع. إضافة إلى إن كسر الرتابة يزيد من تطوير المهارات لدى الأشخاص.
فحسب دراسة أجريت سنة 2012 من طرف Applied cognitive psychology على مجموعة من الطلبة الذين قضوا وحدة دراسية خارج البلاد؛ فقد حصل هؤلاء الطلبة على نقط أكبر في امتحانات الإبداع مقارنة مع الطلبة الذين درسوا الوحدة داخل البلاد.
3- الاستمرار في تطوير قدراتك المهنية :
عندما يكون الإنسان في مرحلة الطفولة فإنه يكون
أكثر استعدادًا للمخاطرة و التجارِب الجديدة. مع التقدم في العمر يفقد الإنسان هذه
الخاصية حيث يزداد لديه الخوف من الفشل بفعل عوامل المحيط و المجتمع، فإذا استمر
هذا الشعور الذي يمنع التطور فإنه يحول دون تحقيق نتائج جيدة.
يؤدي بك الخوف مثلا إلى البقاء لمدة طويلة في مهنة لا تطيقها و لا تجد نفسك فيها؛ مما يؤدي بك في النهاية إلى البقاء في نفس المستوى و الأداء المهنيين.
4- زيادة الثقة بالنفس :
الخروج من منطقة الراحة مع اتخاذ التدابير
اللازمة يزيد من تعزيز الثقة بالنفس. و يزيد من تقدير الذات و تطوير الخبرة من خلال اكتشاف أن الخوف في البداية هو مجرد
وهم و أن طريق النجاح تكون في الغالب طويلة و أن النجاح يكون تراكميا.
5- التعرف على أشخاص جدد :
إن الخروج من منطقة الراحة يزيد من التجارِب
الجدد و التعرف على أشخاص جدد سيزيدون من خبرة الشخص و يطبعون شخصيته، حيث ستتعرف
على أشخاص ناجحين و أنماط جديدة في التفكير و السلوك.
نصائح للخروج من منطقة الراحة :
الخروج من منطقة الراحة قد يكون سهلا من حيث
القول لا الفعل، لذلك هناك نصائح للخروج منها خطوة خطوة :
1- التعود على المخاطرة :
إذا كان الخروج من منطقة الراحة أمرا ضروريًا،
فلابد أن تعرف أن تحقيق النتائج لا يأتي إلا بتكسير التكرار. فبلوغ نتائج مختلفة
لا يأتي إلا بفعل أشياء مختلفة قد تكون محفوفة ببعض التضحيات.
كنصيحة أساسية يجب البَدْء ببعض الخطوات الغير
مريحة للتغير مثلا السفر لمدن بعيدة، أو التحدث إلى أشخاص غرباء.
2- لا تأخذ خطواتك على محمل كلي من الجد :
اعتبر أن الخطوات التي ستقوم بها تحد و لُعْبَة، و
اعمل على تقسيم العمل الذي ستقوم به على شكل خطوات متباينة المستوى من حيث
الصعوبة.
لا تضع أمامك عقبات نفسية منذ البداية. اعتبر
أن الفشل هو مجرد خطوة للتعلم، و كافىء نفسك في كل مرة تنجز فيها نجاحًا مرحليا.
3- إعمل على تغيير محيطك :
إن تغيير المحيط شيء في غاية الأهمية للخروج من
منطقة الراحة، فتغيير الأشخاص الذي تخالطهم سيمكنك من تغيير أفكارك.
إن مخالطة الأشخاص الذين يتميزون بتفكير محدود
و أفكار محبطة سيؤثر عليك حتما و سيعمل على جرك إلى التعثر.
إعمل على تغيير لباسك إلى لباس محترم و أنيق،
ثم سافر متى أعطتك الفرصة ذلك. و لا تنسى النقطة الجوهرية و التي تكمن في تغيير
محيطك و الابتعاد عن الأشخاص الفاشلين و سيئي الحظ.
4- تفادي الأعذار :
اعمل على توقع الأعذار التي سيختلقها دماغك عند مواجهة تحد جديد أو تجرِبة جديدة. عليك أن تعلم أنك عندما ستحدد هدفا معينا ستكون ما زلت لم تبرح مكانك في منطقة الراحة و سيعمل دماغك على إيجاد الأعذار ليبقيك مرتاحًا دون مخاطرة.
اعمل على توقع جميع الأعذار التي سيخلقها دماغك و تفادى محاولة الوصول إلى الكمال في أداء مهمة معينة، حيث يقول المثل الغربي " عمل منجز خير من عمل كامل ".
5- الالتقاء بأشخاص جدد :
قد تعتاد على كره التحدث إلى الأشخاص الغرباء،
لكن عليك إرغام نفسك على التحدث إلى أشخاص
جدد.
لا يمكن للحوار بينك و بين الأشخاص أن يكون مثاليًا و لكن ستتعلم منه مع الوقت و ستصير لديك خبرة متراكمة من الأخطاء التي سبق و أن ارتكبتها. ستتعود على التحدث إلى الآخرين بكل تلقائية، و سيكون الهدف من هذا هو إنشاء علاقات جديدة مفيدة في حياتك المهنية و الشخصية.
6- لا تستخف بمنافع التأمل :
يوصي أطباء النفس بممارسة التأمل و التمثيل المرئي من أجل زيادة قدرات الدماغ، لأن هذا الأخير لا يفرق في بعض الأحيان بين الصور المتخيلة و الصور التي يحلم بها الشخص، و يستعمل التمثيل المرئي لرسم صورة خيالية في الدماغ للتحضير لإنجاز مهام و أفعال معينة.
يعمل التمثيل المرئي على تعزيز ثقة الشخص بنفسه
و التحضير للأعمال و الانجازات.
خاتمة :
رغم أن الخروج من منطقة الراحة يبدو صعبا، إلا أنه بالمحاولة و اتباع النصائح السالفة الذكر سيكون من العملي الخروج منها. لن تجد بدا من الخروج من هذه المنطقة إذا كنت تسعى إلى الرقي و النجاح.